كتاب الأسد والصراع على الشرق الأوسط
اواخر القرن الماضي، هبط ذات يوم مصارع تركي متجول قرية من قرى جبال سوريا الشمالية الغربية، وبصوت راح صداه يرن في أرجاء القرية عرض أن يتحدي كل القادمين.
وتجمهر القرويون حوله للتفرج والتمتع ولكنهم ما لبثوا أن أخذوا يتأوهون وهم يشاهدون أقرانهم يتساقطون واحداً بعد الآخر أمام التركي الذي بدا أنه لا يقهر. وفجاة برز إليه من بين الصفوف رجل قوي البنية في الأربعينات من عمره وأمسك به في وسطه ورفعه بقوة في الهواء ثم طرحه أرضاً.
فصاح القرويون معجبين:” يا له من وحش إنه وحش” كان اسم بطلهم هذا سليمان ولكنه منذ ذلك الحين أصبح يعرف باسم “سليمان الوحش” وظل “الوحش” لقبه العائلي حتي العشرينات. كان ذلك الرجل هو جد حافظ الاسد.
كان سليمان بشهادة الجميع رجلاً ذا قوة وبسالة خارقتين وقد اكسبته هاتان الصفتان في القرية مكانة جعلته وأسرته في مصاف الاسر القوية البارزة وكان إلى جانب ذلك بارعاً في استعمال البندقية براعته في استخدام قبضته، فقد كان يعتبر رامياً ماهراً في مجتمع كانت مباريات الرماية فيه هواية مفضلة لتمضية أوقات الفراغ وكان كل صبي فيه يجيد استعمال السلاح الناري كانوا يأخذون “مسلة” من النوع المستخدم في تخييط أكياس القمح فيغرسونها في ساق شجرة توت لاستخدامها كهدف فمن يصيبه ويحطمه يعتبر أمهر الرماة.
رابط تحميل PDF || قراءة اونلاين